التنمر الالكتروني وعلاقته بمستوى تقدير الذات لدى المراهقين في مملكة البحرين
دراسة ميدانية على عينة من طلبة وطالبات الفحص المرحلي (الإعدادي والثانوي) في مراكز الرعاية الصحية الأولية
Abstract
أفرز التطور التكنولوجي في مجال الاتصالات الرقمية أنماطًا جديدة من التفاعل الاجتماعي، هذا التحول في أدوات التواصل لم يقتصر على البعد التقني فحسب، بل امتد ليؤثر في البنية الاجتماعية، وفي إطار ذلك يمكن الاقتراب من العديد من المشكلات والظواهر الإعلامية التي نشأت إثر استخدام المنصات الرقمية المتمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي، كالتنمر الالكتروني والمضايقات الالكترونية، لا سيما بين فئات المراهقين.
هدفت الدراسة إلى رصد العلاقة بين التعرض للتنمر الالكتروني ومستوى تقدير الذات لدى المراهقين في مملكة البحرين، ومعرفة الفروق بين المتعرضين للتنمر الالكتروني وفقًا للمتغيرات الديمغرافية، بالإضافة إلى الكشف عن الآثار المترتبة على ذلك. ولتحقيق أهداف الدراسة تم حصر مجتمع الدراسة في جميع المراهقين البحرينيين الواقعين ضمن الفئة العمرية من 12 إلى 16عامًا (ذكورًا وإناثًا) وتنطبق عليهم إجراءات الفحص المدرسي للمدارس الحكومية للمرحلتين الإعدادية والثانوية في مراكز الرعاية الصحية الأولية في مملكة البحرين، وتضمنت الدراسة أداتين بحثيتين، تمثلت الأداة الأولى في استبيان يغطي الجوانب المتعلقة بالتنمر الإلكتروني، أما الأداة الثانية فتمثلت في مقياس (تقدير الذات) للدكتور فاروق عبد الفتاح والدكتور محمد دسوقي، والمقتبس من مقياس (كوبر سميث) لتقدير الذات، وتم سحب عينة قوامها 126 وفقًا للطريقة العشوائية الطبقية.
توصلت أهم نتائج الدراسة إلى أن معدلات التنمر الالكتروني الذي يتعرض له المراهقين في مملكة البحرين ليست مرتفعة، إلا أنها في حالة ازدياد مع مرور الوقت، كما أظهرت النتائج أن شيوع التنمر الالكتروني بين الذكور بنسبة أعلى مقارنة بالإناث، وأن المتنمرين الالكترونيين يستهدفون المختلف عنهم في المظهر أو العرق أو العقيدة أو الخلفية الثقافية، وكشفت الدراسة أن (العصبية والغضب) هي في مقدمة الاستجابات النفسية الناجمة عن تعرض المراهقين للتنمر الالكتروني، كما أثبتت النتائج وجود علاقة ارتباطية عكسية بين التعرض للتنمر الالكتروني وانخفاض تقدير الذات لدى المراهقين في مملكة البحرين.
