الأمن السيبراني وتأثيره على العلاقات الدولية المعاصرة: التحديات والاستراتيجيات
Abstract
أضحى الأمن السيبراني من أبرز القضايا الحيوية في العصر الرقمي الراهن، نتيجة للتطور التكنولوجي المتسارع والاعتماد المتزايد على الإنترنت والتقنيات الرقمية في مختلف المجالات، فقد تحول الفضاء السيبراني إلى ساحة جديدة للتفاعلات والصراعات الدولية، تؤثر بشكل مباشر في الأمن الوطني والاقتصادي للدول، ونتيجة للطبيعة العابرة للحدود للهجمات السيبرانية، تواجه الدول تحديات غير تقليدية تتضمن اختراق البنى التحتية الحيوية، والتجسس الإلكتروني، والتدخل في النظم السياسية والاقتصادية.
في هذا السياق، أصبح التعاون الدولي ضرورة ملحّة لمجابهة هذه التهديدات المتصاعدة، والحفاظ على الاستقرار العالمي، فالهجمات السيبرانية لا تقتصر آثارها على الداخل، بل قد تؤدي إلى تصعيد التوترات بين الدول، لا سيما إذا استهدفت أنظمة حيوية أو مؤسسات استراتيجية، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات الدبلوماسية وربما يؤدي إلى أزمات أو صراعات مفتوحة.
وبناءً على ذلك، بات الأمن السيبراني جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات الأمن القومي والدولي، خاصة مع توسع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، التي تقدم منافع اقتصادية وإدارية، لكنها تفتح في الوقت نفسه آفاقًا جديدة للتهديدات الإلكترونية.
يهدف هذا البحث إلى تحليل تأثير الأمن السيبراني على العلاقات الدولية من خلال وضع إطارًا تحليليًا متكاملًا يتجاوز المقاربات التقنية البحتة، ويُسهم في بناء فهم أعمق لصيغ التعاون والصراع في الفضاء السيبراني ، بهدف ضمان أمن الفضاء الرقمي وتعزيز الاستقرار في العلاقات الدولية.
